Feeds:
المقالات
التعليقات

free wordpress .. وداعاً!!

انتقلت إلى هنــــــــــــــــــــا

🙂

تلاشت بسمتي .. وتبدل لين حاجباي إلى تقطيبه .. لا حزناً .. ولكن .. عصبية!

تكسرت حروف كلماتي .. (قبلت في كلية الطـــــــــــــــب) .. حطمتها حروف تساؤلٍ مبهم .. (طب!! .. إذن .. كيف ستتزوجين؟؟) ..

ماذا أقول؟ .. بم أجيب؟ .. مُحِيَتْ نهايات أسئلتي .. فترددت بداياتها ناقصة .. (مـ…..؟؟؟؟) .. لم أنهها ..! .. بل .. ثبتت شفاتي غير مطبقة .. وجهي .. ملامحي .. دهشتي .. تلاشي فرحتي! .. كفى بها تنهي سؤالي .. (ما دخل الطب بزواجي!!!)

كان الجواب .. مختصر .. (ياجهلك! .. مابك؟؟ .. فكري؟؟) ..

وماهي إلا ثوانٍ بعدها .. ثوانٍ وتساقطت فيها الصور أمامي .. صورتي والكتب تطوقني .. والسنين الست تمر بي .. هززت رأسي حينها .. لا بأس ستنتهي ..! .. لكن .. صورة تلتها ألجمتني .. فهاهي بعدها أروقة المشفى تبتلعني! .. هاهو عنواني قد تلاشى واستبدل بالمشفى لي عنواناً ..

أين زوجي .. أين ولدي .. أين هي {أنا} الزوجة في هذه الصور!!

أتتسع الصور لهم .. ولي!!

أيمكن أن تفسح الكتب على السرير حولي مكاناً {له} .. أم أنتظر؟؟!

أيمكن أن يتسع كرت التعريف بعنواني .. لعملي .. ومنزلي؟؟!

أيمكن أن تشمل ألفاظ مناداتي .. {زوجتي} .. و …… {أمــــــــــــي!} … أم أن {دكتورة} .. تمحي كل لفظٍ عِدَاهَا؟؟!

* لا يشغل الموضوع دوماً بالي .. لكنه .. موقف .. أثار فكرة! .. أو ربما .. هاجس!

غفر الله ذنبهم .. وعفى عن ظلمهم لي بحسن نياتهم .. لقنوني الفضائل حتى امتلأ بها رأسي .. وجبل بها طبعي .. “….. لا ترفعي صوتك تجادلي .. كبيراً .. ولا صغيراً .. لا تكذبي .. لا تهيني ..لا تتعدي .. عاملي كما تحبي أن تعاملي!! ……..” ..

هينٌ إلى الآن فعلهم .. فجرمهم ما ذيلوا به نصائحهم .. وعودهم الواهية .. ربطهم الفضيلة بالثواب .. ” أحسني يحسن إليك .. توجي رأسك بحسن الخلق .. تسودي .. تتوجي على العموم ملكة .. لا بمالك .. لا بجمالك .. بل .. بحسن تعاملك!! ” ..

سامحهم الله .. سامحهم الله .. سامحهم الله!!

لمَ ضللوني!!

لم أقنوعوني بالوهم!!

ما بالهم ما خيروني!!

مابالهم ما صدقوني!!

“أحسني تستبعدي .. سيساء لك إن أحسنتي! .. أحسني .. (تصنفي ضعيفة) .. وتصنف الفضيلة (سوراً خلفه تختبئي) .. أحسني تهوني .. ويعلو شأن من أساء .. أحسني واحتملي .. سوء كل من علا!!

ياللوهم ..!

ما بالكم أهلي..!

أعشتم غير زماني..!

أعاشرتم غير معاشري..!

أهكذا فعلتم .. وغير مالقيته لقيتم!!

أحقٌ ما سردتم .. وشاذٌ ماجزيته!!

أكنت وحدي من عقابه مترتبٌ على إحسانه!!

لا .. لا أظنني وحيدة .. سمعتها شكواي تتردد بغير لساني ..

سمعتها تتردد .. بلسانكم!!

لقيتم ما لقيته .. وما حذرتموني!!

هذي البذيئةُ تحمد .. ويشاد ببذاءتها!!

((فلانة .. قوية!! .. صريحة!! .. لا تخاف .. لا تخفي رأيها!!))

” أهذه صراحة! .. فظاظة معلنة! .. ومقبولة! “

((فلانة .. خفيفة دم!! .. لها على كل من رأت نكتة! .. مامل من جالسها!!))

” أهذه خفة دم!! .. غيبة ملبسة!! .. ومطلوبة!! “

((فلانة .. رزينة!! .. لا تكلم أحداً!! .. حاولي .. حدثيها .. وإن تجاهلتك فأنت دونها!! .. قليل من يحظى باهتمامها .. محظوظٌ من إذا ألقى التحية .. لقي منها إجابة!! ))

” أهذه رزانة!! .. تكبرٌ جلي .. ومحسود!! .. كل من عرفتها رددت .. ليتني كفلانة!! “

فعلاً .. قلتها أحياناً .. ليتني كفلانة!! .. لا أحب الغرور إنما .. لأوضح للبعض أنه .. ” ليس أمراً هيناً أن تحظي باهتمامي!! ” .. لا كبراً .. لا غروراً .. ولكن .. رداً لاعتباري!!

يا كل من تعالت علي لتواضعي .. ليتك تعلمين أنما ( أثني عليك .. أبتسم لك .. لا أنتقدك .. أسكت عن تجريحك) .. لا لأنك أفضل .. ولا لأنني أقل .. بل لأن أهلي – سامحهم الله – أحسنوا تربيتي!!

جنا جميل الورد على نفسه

فلولا جماله وطيب ريحه .. ما قطف!

MBC Persia

ترددت كثيراً قبل كتابة هذا الموضوع .. لا شكاً مني في ضرورته ..  ولكن خشية من النفاق لأني – وللأسف الشديد –  من المتابعين لقنوات (mbc) .. ما قلت ذلك تفاخراً بذنبي .. لا والله .. بل هو تحقيق لما قلت سابقاً في ( أبيض أسود ورمادي)  .. (يبقى الخطأ خطأً وإن ارتكبناه .. ويبقى الصواب صواباً وإن تركناه) ..
الإقرار بالذنب .. والتفكير فيه أول خطوات تركه ..

اللهم ازرع كرهها في قلبي واصرفه عنها أنا ومن ابتلي بمتابعتها ..

MBC Persia

توقيت غريب لإطلاق هذه القناة!!
خصوصاً والعلاقات الأمريكية الإيرانية متوترة ((وصف لطيف!!))

هي وجهة نظري كمتابعة لهذه القناة بلا أي اتجاهات سياسية (باستثناء معاداة معادي ديني بغض النظر عن دينهم , مذهبهم , جنسيتهم , جنسهم …….. وأي تصنيف آخر من التصنيفات التي امتلأت بها صفحات الصحف!!)

لا يمكن لمن يشاهد على الأقل ساعة واحدة مما تبثه أيٌ من قنوات مجموعة mbc  أن ينكر علاقتها المباشرة في تحسين الصورة الأمريكية!!
وهي – مجموعة mbc – تثبت الآن بتجهيزها لبث القناة الفارسية علاقتها .. وتقر بها إقراراً صريحاً!!

الله وحده أعلم بالنيات ..لكن .. وجهة نظر!!

د.الهاشمية!

الحمد لله رب العالمين!!


الآن بدأت إجازتي!

انتهت أيام القلق والتوتر .. أو بالأصح الفضول والتساؤل (في إي تخصص سأكون!) .. ظهرت النتيجة أخيراً ..

الحمد لله .. رغم أن السنة التحضيرية لم تكن هينة .. ولكن .. تجاوزتها بسلام .. وتحققت لي رغبتي الأولى .. ( طب بشري ) .. هي ليست نهاية المشوار .. بل بدايته ..

من بداية السنة الجديدة تبدأ رحلتي مع سنوات الطب الستة!!

يا رب أسألك التوفيق …..

ملاحظة: بسمة .. تحية طبية ..
لم ظننت أن تخصصي أبعد ما يكون عن الطب؟؟
أثرتي فضولي!!
حالياً .. فقدت الرغبة -والقدرة- على الكتابة 😦  !!
لا أدري لماذا؟؟
أيام الاختبارات .. شعرت بقلمي يفيض .. وفكري ممتلئ بالأفكار والكلمات .. حتى أني تمنيت وورقة الامتحان في يدي لو أن بإمكاني الكتابة عليها .. حتى لا تضيع مني أفكاري .. والآن لا أملك شيئاً .. حتى رسائل صديقاتي على هاتفي النقال .. لا أشعر بالرغبة في الإجابة عليها ..!
أتمنى ألا تطول هذه الحالة .. فلا متنفس لي أفضل من الكتابة!!
في الوقت الحالي .. سأستعيض بالرسم .. حتى يكتب الله فرجاً!!

منذ مدة طويلة لم أرسم .. باستثناء بعض الخربشات أثناء المحاضرات والحصص ..
أمسكت اليوم بالقلم والكراسة وبقيت أنظر إليها لعلي أرسم شيئاً .. لعلي أخرج ما دفن داخلي .. – موضوع أزعجني سأكتب عنه حين أستعيد قدرتي! – .. وفعلاً .. بعد مدة .. رأيت يدي ترسم وردة مقطوفة .. وجملة في فكري تتردد ..

جنا جميل الورد على نفسه
فلولا جماله وطيب ريحه ما قطف!!
هذه الجملة هي كل مااستطعت كتابته هذا اليوم!! هي اختصار لما اختلج صدري .. تشفير مبهم .. وتصوير لموقف أزعجني!!

هذه هي رسمتي .. أتمنى أن أسمع انتقاداتكم البناءة عليها .. علّي أطور هذه الهواية .. لتكون بديلاً مناسباً كلما جف قلمي!!

* أعتقد أنها زهرة لكن .. يبقى .. المعنى ذاته لم يتغير!!

أولاً .. هذا الواجب مرر إلي من الأخوات سارا و شوق نجدية وفراشة حائرة و ليدي آش .. أشكركن جميعاً على هذا الواجب ..

ثانيًا .. قوانين الواجب!

1. ذكر اسم من طلب مني حل الواجب.

2. ذكر القوانين المتعلقة بالواجب.

3. أتحدث عن ستة أسرار قد لا يكتشفها من يقابلني لأول مرة.

4. تحويل هذا الواجب إلى ستة مدونيين وأذكر أسماءهم مع روابط مدوناتهم في الموضوع.

5. ترك تعليق في مدونة من حولت الواجب إليهم ليعلموا بهذا الواجب.

نصل إلى لب الموضوع .. “أسراري!”

يصعب علي البوح بها .. فهي أولاً وأخيراً .. “أســـراري!!” .. خصوصاً وقليل ممن يعرفني في العالم الحقيقي يعلم بأمر مدونتي .. ويقرأها ..

بعض الأسرار كتمانها أفضل .. وبالنسبة لي “بعض” غير مناسبة ..!

سأبوح بستٍ ظروفها مختلفة .. بوحها لا يضر .. ولكن كتمانها أسهل!

1. أعظم أسراري .. لم أتكبد حتى عناء كتمانه .. يعلمه الجميع إلا “هي!” .. هي من يفترض بها معرفته .. أحبها .. وسمت بمحبتها .. ولكنها لا ترى .. لا تشعر .. أو .. “لا تصدق!” محبتي لها .. للأسف .. أعظم أسراري .. “أحبك .. أحبك أمي!!” ..

2. ثانيها .. أخف وقعاً .. ليس تماماً سراً .. ولكن قليلٌ من يعلم به .. “أحب الغرور والمغرورين!!” .. ليس تماماً .. ولا حرفياً .. هذا مجرد اقتباسٍ لوصف صديقة لي أثناء نقاشنا حول “الثقة بالنفس!” .. وصفتني بذلك لثقتي بنفسي .. وإعجابي بكل من يثق بنفسه .. “ورفضي التعامل مع أي شخص يقلل من قدراته .. ويبخس نفسه حقها” .. وهذا سري!

3. لا أحب الكلام .. كرهي للكلام ليس سراً .. ولكن “مدى” كرهي له هو السر! وبالأخص السواليف اليومية الفارغة ..

4. لا أحب “المذاكرة!” .. تفوقي والحمد لله جعل من الأمر سراً! .. يظن كل من يعرفني أني لا أفلت الكتاب من يدي .. والحقيقة أني نادراً ما أذاكر! ..

5. لا أستطيع تذكر المزيد مما يمكنني البوح به .. ولكن سأحاول …… أستمتع بمشاهدة كرة السلة! ولعبها! .. وهو أمر مستبعد قياساً على شخصيتي..!

6. لدي عشق خاص للمذكرات والمفكرات الصغيرة .. لا أستطيع مقاومتها .. لدي الكثيييييييير منها بجميع أشكالها وأحجامها!

هذا مالدي! .. هذا مايمكن البوح به من أسراري!

أمرر هذا الواجب لـ : بسمة .. رغم انقطاعها أتمنى أن تتمكن من حله..

ارتواء ..

أعلم أني متأخرة كثيييييييييراً ..

ولكن لي أسبابي .. فاختباراتي منعتني من التدوين أو حتى التصفح..!

هديل الحضيف ..

جهلت بها في حياتها .. وعرفتها على فراش الموت .. والآن .. أكتب كلماتي وداعاً لها ..

وداعاً لك يا هديل الحضيف ..

رحمك الله ..

وغفر لك ذنبك ..

وجعل قبرك روض من رياض الجنة …

وأخيراً …

لك يا والد هديل .. ولك أمها .. وكل باكٍ عليها مفجوعٍ برحيلها …

لكم أقدم أعظم أبيات رثاء سمعتها ..

وأحلى أبياتها ” جاورت أعدائي وجاور ربه .. شتان بين جواره وجواري..! ”

لا تحزنوا عليها ..

فهي بجوار الرحمن الرحيم .. شتان بين جوارنا وجوارها!!

وداعاً هديل … وداعاً حتى أخيراً نلتقي .. في جنةٍ عرضها السماوات والأرض ..

أعظم أبيات رثاء .. بصوت الشيخ سعد البريك

هذه اللقطة من جنوب المملكة من تهامة “أعتقد أنها تدعى (مربة)” …

نوع الكاميرا المستخدمة….ديجتال عادية “ليست احترافية ولا حتى شبه احترافية!”…

أترككم مع الصورة..


تهامة...لقطة من عدسة كاميرتي

الصورة مكبرة

كما تظهر الصورة…كان الجو خيالياً .. مفعماً بهيبة من نوع خاص .. يوحي بأن الدنيا كلها فرغت .. ولم يبق سوانا .. لم يبقى سوا هذا المكان..!

هديل..!

حقيقةً….

لا أعلم من هي هديل الحضيف .. أو .. (لم أكن) أعلم من هي!!

ولكن .. بعد قراءتي (لبعض) ما كتب عنها .. أصبحت أعرف (من) هي .. وأجهل تماماً (ما) هي..!

أبشرٌ يترك أثراً في قلوب الكثيرين كما فعلت هي!!

هي بشر ..

هي (هديل الحضيف)…

المدونة التي غابت عنا!!

اشتقت إليها .. ولم أكن أعرفها!!

يارب اشفها وعافها وكن لها واغنها عمن سواك..!

يارب ..

سبحانك لا إله إلا أنت .. إنك على كل شيءٍ قدير..!

يا رب ..

أعد لهديل عافيتها..!

واجعل ما ابتليتها به مغفرة لذنوبها وذنوب والديها…

أترككم مع كلمات نسبت إلى والدها…

كلمات أبكتني رغم جهلي بها!!

ليلة عاشرة .. والصمت ســيد المكـــان ..! كان ( ماراثوناً ) طويلا .. صامتا، حزينا، ودامعا .. ذلك الذي مشيناه أنا وأنتِ ياهديلي .. بين السرير رقم ( 14) ، في وحدة العناية المركزة، في (مستشفى رعاية الرياض)، والسرير رقم (21)، في وحدة العناية المركزة، في (مدينة الملك فهد الطبية). في رحلتنا الماراثونية .. سرتُ وإياك ياهديل، فيما يشبه ( سرداب موت ). مررنا على كثير من مشاهد ( القبح ) .. وسمعنا اللغة المخاتلة الذرائعية، التي تلبس معطفا ابيضا، وقناعا (ملائكيا) .. وتتسلح بالمهنية ..! هديلي .. سأحكي لكِ يوما عن التنفيذيين، و( وحوش ) الطب، وكم وردة مثلك .. سحقوها، وهم يركضون، ليدفعوا عربات (خدم القصور)، إلى الأجنحة الخاصة، ويحشدوا في خدمتهم، طوابير الممرضات ..! – دكتور محمد .. وصلت موافقة مدينة الملك فهد الطبية .. هززت رأسي . وقعت فواتيرهم .. وبدأوا بنزع الأجهزة .. والأنابيب ..! التوتر وصل لدي أقصاه .. الممرضة تفصل أنبوب أكسجين السريرعن هديل، ولا تعرف كيف تفتح أنبوبة الأكسجين، المرفقة بالعربة المعدة لنقلها إلى سيارة الإسعاف. شعرت بوجع هائل يخترقني. أحسست بصدر هديل يضيق.. وأنا أختنق. قلت بصوت واهٍ :أرجوك أسرعي ..! حتى القدرة على الصراخ والانفعال .. فقدتها . تحسست صدرها .. كان ينبض . لم تعد عيناها المغمضتان، قادرتان على أن تصلني بالحياة. غفت .. فغاب البريق، الذي طالما استلهمت منه الضوء،لأتعرف على معالم الطريق. نَفَسُهُــأ صار يهديني ..! سرنا في الممرات الطويلة . نمر على الناس .. وينظرون . ثمة اثنان على السرير : جسدها الغافي .. وروحي الثكلى . حين أرفع بصري .. أبصر غمامة بيضاء تبتسم .. روحها . تنادي .. وهي تحوم فوقنا، مطرزة بزرقة السماء، التي تقرعها أكف ألاف الضارعين : ” لاتحزن إن الله معنا ” . وصلنا سيارة الإسعاف . رفعت العربة، وتكرر مشهد الأكسجين .. والممرضة. صرخت هذه المرة . كنت أشد قلقا، وأكثر وجعاً .. لاحظوا ذلك . قالت : “don`t worry sir ! every thing is OK”. لا أقلق ..؟! ما أسهل الطلب ..! ينزعون روحك .. ويقولون : لا تقلق ..! ركبتُ .. وطلبتُ أن يكون اتجاه شاشة المؤشر، الذي يعرض الأرقام، إلى غير ناحيتي .. ما بي طاقة لاحتمال الوجع، من ذلك الذي يصنعه تبدل الأرقام . حين سارت السيارة، كان كل شيء مظلما وحاراً. هل كان نور السيارة الباهت .. أم هما عيناي، اللتان خبا ضوؤهما .. إذ تغفو هديل ..؟ أكان الجو الحار الخانق، داخل السيارة، أم هي الدنيا التي ضاقت .. فغدت مثل خرم ابرة، إذ تسرق الغيبوبة الهواء من صدر هديل ..؟ كنت في مؤخرة السيارة، رأس هديل إلى الداخل، وقدماها من جهتي . صرت أتحسس قدميها، أتلمس نبض الحياة فيهما . بدا لي أن قدميها باردتان، أكثر من المعتاد، رغم الحر الخانق داخل السيارة. سألت الممرضة بوجل : هل كل شيء على ما يرام ..؟! أجابت بنعم . ناديتها .. هديل، كانت ماتزال نائمة ..! تذكرت حديثا قديما . قلت : هديل .. أعلم أنك نائمة ، وهذه ليست المرة الأولى، التي تتأخرين فيها بالكلام ..! هديل .. تذكرين أنك لم تتكلمي، إلا حين بلغت الثالثة . كنا في رحلة بين ( لانسنق /ميشيجان) و( أورلاندو/ فلوريدا) .. وكانت أيام عطلة أعياد الفصح، في ابريل .. حين نطقت أول كلمة لكِ .. في السيارة . كنت وأمك قلقين من تأخرك في الكلام، وحين تفجر ينبوعك ، بتلك الكلمة (الفصيحة). كان (عيدنا) الحقيقي، وقررنا أن نحتفل.. فتوقفنا عند أول ( rest area ) .. وشربنا قهوة، واشترينا لك ( دونت) وعصير ..! تأخرت ياهديل في الكلام، وحين تكلمت.. نطقت عطرا، وجمالا .. وروعة بيان . كنا في ابريل .. وكانت أول مرة أكذب فيها ( كذبة ابريل) .. وأجد دليلا دامغاً يدعمني. تكلمتِ .. بعد صمت . وأنا الآن .. لا أصدقهم . لا أصدق الذين يراهنون على صمتك . أنا مؤمن بالفجر يبزغ من عينيك . مؤمن بصوتك، الذين سأظل انتظره .. يقول : ” إنما أمره إذا أراد شيئا ، أن يقول له .. كن فيكون ” . مؤمن بك .. وأشرعت قلبي ويديَ لخالقك : ” سبحانك .. لا إلــه إلا أنت”

الصورة من مدونة الأخت شجون